تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة ( تأثير استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي في إجراءات التدقيق – إطار مقترح للتطبيق في البيئة العراقية ) في تخصص المحاسبة للطالب (رشدي عبد الحميد رشيد) بأشراف أ. د. صفاء احمد محمد
يهدف البحث الى بيان تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتمثلة بـ(تقنية الأنظمة الخبيرة، تقنية الشبكات العصبية الاصطناعية، تقنية أتمتة العمليات الروبوتية، تقنية التعلم الآلي، وتقنية معالجة اللغة الطبيعية) في إجراءات التدقيق ومن ثم تقديم إطار يتضمن إجراءات مقترحة في ظل توظيف هذه التقنيات وبما يتناسب مع واقع البيئة العراقية وامكاناتها.
اما أهمية البحث فتكمن في تناوله موضوعاً حديثاً يتمثل باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي في إجراءات التدقيق الخارجي، وهو ما يتماشى مع التغيرات السريعة في بيئة الأعمال والتطور التكنولوجي المستمر، ومن المتوقع أن تسهم نتائجه في تمكين المدققين الخارجيين من أداء مهامهم بكفاءة أعلى من خلال تسهيل جمع الأدلة وتحليلها واتخاذ القرارات المهنية استناداً إلى بيانات دقيقة وسريعة، كما يسهم في دعم شركات التدقيق على تحسين جودة خدماتها وزيادة قدرتها على التكيف مع متطلبات السوق والمنافسة المهنية من خلال تبني أدوات وتقنيات حديثة.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي من أبرز مخرجات التقدم العلمي الحديث لما تتميز به من قدرة على محاكاة التفكير البشري والتعلم من البيانات والعمل بكفاءة عالية في البيئات المعقدة، مع توفير الوقت والجهد وتقليل الأخطاء، مما يوسع من استعمالها في مجالات متعددة.
- إن تعدد تقنيات الذكاء الاصطناعي واختلاف آليات عملها يمنحها مرونة عالية في التطبيق ويجعل منها أدوات قابلة للتكيف مع طبيعة المهام المختلفة، الأمر الذي يزيد من فاعليتها في تقديم حلول تتناسب مع احتياجات كل مجال.
- تتأثر كفاءة وفاعلية تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير بكمية ونوعية البيانات التي تتعامل معها، فكلما كانت البيانات أكثر دقة وتنوعاً، زادت قدرة الأنظمة على إنتاج نتائج ذات مصداقية وفاعلية.
- تستعمل إجراءات التدقيق كأساس منهجي لجمع الأدلة التي يعتمد عليها المدقق في ابداء رأيه الفني المحايد حول صدق وعدالة القوائم المالية، إلا أن الضغط الزمني المصاحب لتنفيذ هذه الإجراءات قد يؤدي إلى تقليل حجم العينة، مما يؤثر سلباً في تمثيل البيانات وجودة النتائج وكفاية الأدلة.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ضرورة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع التدقيق، لما لها من قدرة على محاكاة التفكير البشري، والتعلم من البيانات، وتحليلها بدقة، والكشف السريع عن التلاعبات، بما يعزز جودة النتائج ويقلل من الجهد والوقت المبذولين.
- الاستفادة من تنوع تقنيات الذكاء الاصطناعي ومرونتها في إجراءات التدقيق، مع التأكيد على أهمية توافر بيانات دقيقة وشاملة، إذ تعتمد فاعلية هذه التقنيات على اختيار الأداة المناسبة لطبيعة المهمة، وعلى جودة البيانات التي تغذيها، مما يعزز دقة النتائج ويرفع كفاءة العمل التدقيقي.
- ضرورة اعتماد حلول تقنية متطورة في إجراءات التدقيق تمكن المدقق من مواجهة ضغوط الوقت، عبر تحسين سرعة ودقة جمع وتحليل البيانات، مما يسهم في زيادة حجم العينة وجودة الأدلة المقدمة دون التأثير سلباً في نتائج التدقيق.
- إعداد رؤية مهنية مستقبلية واضحة تضمن تكامل دور المدقق البشري مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحدد المهام التي تبقى ضمن مسؤولياته لضمان استمرارية دوره وعدم تهديد وجوده في بيئة العمل الرقمية، على ان تتولى اعداد هذه الرؤية الجهات المهنية والتنظيمية المختصة.
